هل نحن جزء من برنامج حاسوبي ذكي جداً؟
بقلم: مسرح الظلام
بقلم: مسرح الظلام
تقترح فرضية المحاكاة أو نظرية المحاكاة أن الواقع بأكمله، بما في ذلك الأرض والكون، هو
في الواقع محاكاة مصطنعة، على الأرجح محاكاة كمبيوتر. تعتمد النظرية بشكل كلي على التطور التكنولوجي، ماذا لو كنا ببساطة داخل عالم افتراضي من محاكاة برنامج كمبيوتر فائق التطور من صناعة حضارة تفوقنا في التطور؟ الفكرة تبدو بعيدة عن الواقع ولكن لو تصورنا أقرب مثال لذلك هو ألعاب الفيديو مع التطور التكنولوجي تبدأ الصور الخيالية تزداد قرباً من الواقع، ماذا لو أصبحت شبيهة للحقيقة لدرجة أنك لا تستطيع التفريق بين الواقع و المحاكاة الحاسوبية؟
ماذا لو أضفنا لذلك حقيقة أن الكون بأكمله سيكون غير موجود بالنسبة لك دون حواسك التي
تستوعب وجود الماديات...أوليس العقل هو ما يكون الفكرة عن وجود الشي أو عدمه؟ عقلك ذاته يقوم باستقبال إشارات وترددات بالحواس يترجمها على شكل ردات فعل، العقل ذاته يقوم بعمل محاكاة تماماً كالحاسوب ليخبرنا بأن هناك عالم مادي من حولنا له لون وطعم و شكل و أبعاد.
إذن ما الفرق بين الحقيقة والمحاكاة؟ التكنولوجيا قد تصل لحد يجعل التفريق بين الإثنين مستحيل، فماذا لو سبقتنا حضارة قديمة لهذا التطور وعالمنا الحالي ماهو الا محاكاة حاسوبية من صناعتهم. ماذا لو كنا أقرب للعبة sims متطورة جدا؟
كانت الفرضية أداة مؤامرة مركزية للعديد من قصص الخيال العلمي والأفلام، ولكن مؤخراً ستجد الكثير من الشخصيات المرموقة علمياً يؤكدون بأن احتمالية هذه النظرية كبيرة جداًً، ايلون ماسك تكلم عن ذلك مؤخراً بأن الإمكانية موجودة وأنه في المستقبل لن يكون هناك فرق بين ما هو حقيقي وما هو مجرد محاكاة للواقع وبأن الشي الوحيد الذي بإمكانه أن يقف حائلا دون حدوث ذلك هو أن تندثر الحضارة البشرية، لأنه لن تتوقفالبشرية عن التطور ولن تتوقف المحاكاة الحاسوبية عن التطور إلا في حال توقفت البشرية ذاتها.
هناك تاريخ طويل فلسفي وعلمي للأطروحة الأساسية التي تقول بأن الواقع ما هو إلا وهم. يمكن تتبع هذه الفرضية في العصور القديمة. على سبيل المثال، قصة حلم الفراشة، للفيلسوف جوانغ زي.
يقول جوانج زي:
(رأيت أنا جوانج زي مرة في منامي أني فراشة ترفرف بجناحيها في هذا المكان وذاك، أني فراشة حقاً من جميع الوجوه. ولم أكن أدرك شيئاً أكثر من تتبعي لخيالاتي التي تشعرني بأني فراشة. أما ذاتيتي الإنسانية فلم أكن أدركها قط. ثم استيقظت على حين غفلة وها أنا منطرح على الأرض رجلاً كما كنت، ولست أعرف الآن هل كنت في ذلك الوقت كنت رجلاً يحلم بأنه فراشة، أو أنني الآن فراشة تحلم بأنها رجل). تلخص هذه القصة بداية الفكرة الفلسفية كوننا لا نعلم مدى حقيقة الواقع الذي نعيشه، هل الحلم أقل واقعية من اليقظة؟ ماذا لو كانت حالة اليقظة هي الحلم الحقيقي؟
هنالك أيضاً فلسفة المايا الهندية، تتلخص الفلسفة في أن الشيء الموجود وهو في حالة تغير مستمر فهو روحياً غير حقيقي. مايا تعني حرفيًا "وهم" أو "سحر" ولها معانٍ متعددة في الفلسفات الهندية اعتمادًا على السياق. في الأدب الفيدي القديم، تعني مايا حرفيًا قوة وحكمة استثنائيتين. في النصوص الفيدية الحديثة والأدب الحديث المكرس للتقاليد الهندية، تشير مايا إلى "عرض سحري أو وهم حيث تبدو الأشياء موجودة ولكن ليست كما تبدو". مايا هي أيضًا مفهوم روحي يشير إلى "ما هو موجود، ولكنه يتغير باستمرار وبالتالي فهو غير واقعي روحيا" و"القوة أو المبدأ الذي يخفي الطابع الحقيقي للواقع الروحي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق