الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

الشياطين البشرية تجربة مارينا أبراموفيتش



بقلم : مسرح الظلام

جميعنا نسمع عن المشاريع الإبداعية التجريبية، بعض الأعمال الفنية قد يخرج عن نطاق اللوحات أو الأفلام، 
ويتجسد بشكل غريب يتحدى مبادئ الفن ليوصل لنا رسالة هادفة معينة، أو ليستفزنا أو يثير بداخلنا تساؤلات وجدانية عن حقيقة النفس البشرية...
أحد الأمثلة على تلك الأعمال الفنية كان عمل للفنانة الصربية مارينا أبراموفيتش، قامت مارنا بتجربة اجتماعية تهدف للغوص في النفس البشرية وطرح السؤال الأبدي عن صراع الإنسان مع الخير والشر. هل الإنسان بفطرته 
شرير أم هو قادر على كبح جماح شياطينه؟




أحد أهم أعمالها كان عرض اسمه "إيقاع صفر" وهو عمل فني استمر لست ساعات قامت فيه مارينا بالوقوف وسط جمهور في استوديو حيث دعت الجمهور إلى فعل ما يشاء بها.
 وذلك باستخدام واحد من 72 أداة وضعتها على الطاولة. تضمنت الأدوات الورود والريش والعطور والعسل والخبز والعنب والنبيذ والمقص والمشارط والمسامير وقضبان معدنية وبندقية محملة برصاصة واحدة..
لم تكن هناك مراحل منفصلة. وقف أبراموفيتش والزوار في نفس المكان دون أي حواجز.  وقالت إن الغرض من هذه التجربة هو معرفة إلى أي مدى سيذهب الجمهور: "ماهي حقيقة هذا الجمهور و ماذا سيفعلون في مثل هذا الموقف؟"
مارينا وضعت تعليمات بسيطة على الطاولة وهي:
هناك 72 أداة على الطاولة يمكن للمرء استخدامها عليها حسب الرغبة.
أنا مجرد شيء.
خلال هذه الفترة أتحمل المسؤولية الكاملة.
المدة: 6 ساعات (8 مساءً - 2 صباحًا).



قالت أبراموفيتش إن العمل "دفع جسدها إلى أقصى الحدود". كان الزوار لطيفين في البداية، حيث قدم لها البعض وردة وقاموا بتقبيلها.. كان الناقد الفني توماس ماكفيلي حاضراً حيث كتب عما شاهده بالضبط ما يلي:  

لقد بدأت بشكل هاديء. قام شخص بتحريك جسدها للوراء، شخص ما دفع ذراعيها في الهواء. لمسها شخص بشكل حميمي وغير لائق نوعما. بدأت سخونة أفعالهم ترتفع. في الساعة الثالثة، تم قطع جميع ملابسها عنها بشفرات حلاقة. في الساعة الرابعة استخدمت نفس الشفرات في جرح جلدها. تم جرح حنجرتها حتى يتمكن أحدهم من امتصاص دماءها من عنقها.



 تم تنفيذ العديد من الاعتداءات الجنسية على جسدها. كانت ملتزمة للغاية بالعمل حتى أنها لم تكن ستقاوم الاغتصاب أو القتل. ملتزمة بتنازلها عن الإرادة، ومع تدهور الوضع قامت مجموعة من الجمهور بحمايتها من الاعتداءات، قام شخص بتوجيه مسدس محمل بذخيرة لرأس أبراموفيتش وكان يجبرها على ضغط الزناد بإصبعها، فحصل شجار بين المعتدين والمجموعة التي حاولت حمايتها.

وصفت أبراموفيتش الأمر لاحقًا قائلة: "ما تعلمته هو أنه ... إذا تركت الأمر للجمهور، فيمكنهم قتلك ... شعرت بالانتهاك حقًا: لقد قاموا بقطع ملابسي، ورشقوا أشواك الورد في بطني، ووجه شخص المسدس لرأسي. بعد ست ساعات بالضبط، كما هو مخطط، وقفت وبدأت في المشي نحو الجمهور. هرب الجميع، خوفاً من مواجهة حقيقية بيني وبينهم".








عندما أعلن المعرض أن العمل قد انتهى، وبدأ أبراموفيتش في التحرك مرة أخرى ، قالت إن الجمهور غادر  غير قادر على مواجهتها كشخص.
بقي هذا العمل الفني مثال حي على حقيقة النفس البشرية، وأنه عند توفر الظروف التي تحمي الشخص من المحاسبة، لا أحد يعرف ما قد يحصل فعلاً.



الثلاثاء، 30 يوليو 2019

قصة آكل لحوم البشر: آرمين ميويس



 جزار روتنبرغ: آكل لحوم البشر

بقلم: مسرح الظلام.



من أغرب وأبشع الجرائم التي مرت علي، وذلك لأنها تختلف عن الجرائم المعتادة فالضحية كان موافق على أنه يموت. سأستعرض لكم قصة جزار قرية روتنبيرغ، آكل لحوم البشر " آرمين ميويس"




آرمين ميويس رجل ألماني، من مواليد 1 ديسمبر 1961  كان يعمل تقني لإصلاح أجهزة الكمبيوتر، حقق شهرة دولية حين قتم  بقتل وأكل رجل تطوع لأجل أن يأكله آرمبن تعرف عليه آرمين عبر الإنترنت. بعد أن حاول ميويس والضحية معا أن يأكلوا القضيب المقطوع للضحية ، قتل ميويس ضحيته وشرع في تناول كمية كبيرة من جسده.

آرمين قام بالبحث عن متطوع راغب ، قام آرمين  بنشر إعلان على موقع The Cannibal Cafe (وهو منتدى قديم للأشخاص الذين يعانون من شهوة أكل لحوم البشر صرح إعلان آرمين بأنه "كان يبحث عن شاب بعمر 18 إلى 30 عامًا لذبحه وأكله بعد ذلك." أجاب أرماندو براندز ، وهو مهندس من برلين ، على الإعلان في مارس 2001. رد العديد من الأشخاص الآخرين على الإعلان لكنهم تراجعوا. لم يحاول آرمين إجبارهم على فعل أي شيء ضد إرادتهم.



قام الاثنان بتصوير شريط فيديو عندما التقيا في 9 مارس 2001 في منزل آرمين ، في بلدة روتنبيرج الصغيرة ، حيث قام آرمين ببتر قضيب "براندز" (بموافقته) وحاولا طهو العضو المبتور وأكله معًا. قبل القيام بذلك ، ابتلع براندز عشرين حبة منوم وزجاجة دواء سعال ، مما تسبب على الأرجح في تباطؤ تنفسه وتعبه الشديد. أصر براندز في البداية على أن يقوم آرمين بقطع قضيبه بأن يقوم بعضه بأسنانه إلى أن يقطعه لكن آرمين لم ينجح في ذلك، وفي النهاية ، استخدم آرمين سكينًا لإزالة أطراف براندز. حاول براندز على ما يبدو أن يأكل بعض قضيبه الخام ولكن لم يستطع ذلك ، لأنه كان قاسياً للغاية ، كما قال ، "ذكر آرمين  ثم المقلية القضيب في مقلاة مع الملح والفلفل والنبيذ والثوم. ثم قام بتقليصه ببعض دهون براندز ، ولكن بحلول ذلك الوقت كان محترقًا جدًا بحيث لا يمكن تناوله. قام بعد ذلك بقطع القضيب إلى قطع وإطعامه لكلبه. 

قام آرمين بنقل براندز للحمام ، قبل الذهاب لقراءة كتاب Star Trek ،وكان يتحقق من حالة براندز كل خمس عشرة دقيقة ، وخلالها كان براندز ينزف في الحمام. في وقت لاحق ، خرج براندز من الحمام ، وسقط مغشي عليه، بسبب فقدان الدم كان يستيقظ ويغشى عليه مجدداً في النهاية وبعد تردد طويل حسب أقوال آرمين قام بالصلاة ثم  قتل آرمين براندز بطعنه في الحلق ، وبعد ذلك علق الجثة على خطاف لحم شبيه بالذي يستخدمه الجزارين.

الضحية

 تم تسجيل الحادث على شريط فيديو مدته أربع ساعات. قام آرمين بتقطيع الجثة وتناولها على مدى الأشهر العشرة التالية ، حيث قام بتخزين أجزاء الجسم في الفريزر الخاص به تحت علب البيتزا ويستهلك ما يصل إلى 20 كجم (44 رطل) من اللحم.
تم تسجيل الحادث على شريط فيديو مدته أربع ساعات. قام آرمين بتقطيع الجثة وتناولها على مدى الأشهر العشرة القادمة ، حيث قام بتخزين أجزاء الجسم في الفريزر الخاص به تحت علب البيتزا واستهلك ما يصل إلى 20 كجم (44 رطل) من اللحم. وفقا للمدعي العام، ارتكب آرمين الفعل من أجل المتعة الجنسية.


قام شاب بالتبليغ عن الإعلان الذي وضعه آرمين، وقد ألقي القبض عليه بعد أن تبين وجود بقايا بشرية في منزله وشريط الفيديو الذي وثق عليه جريمته كاملة، وحكم عليه بالسجن لثمان سنوات فقط. وقد قامت طبيبته النفسية بتأكيد أنه يمثل خطر على المجتمع وقد يكرر فعلته حيث شهواته حول لحم البشر لم تتغير.


أعيد فتح ملفه، حيث أنه حوكم بأنه لم يقتل أحد عمداً لأن الضحية تطوع لكن تم محاكمته بتهمة القتل العمد والحكم عليه بالسجن مؤبداً في 2006. من المثير للسخرية أن آرمين تحول لنباتي في السجن!
يقال أن فريق المحققين ولجنة المحلفين الذين اضطروا لمشاهدة الفيلم المكون من ٤ ساعات اضطروا للجوء للعلاج النفسي وبعضهم يأخذ حبوب منومة ليستطيع النوم من هول ما شاهدوه، الفيلم تحفظت عليه الشرطة وهناك إشاعات تقول أنه تم تسريبه للإنترنت المظلم ويوجد فقط ٤ صور مسربة للإنترنت العادي.

الجريمة لغرابتها كانت مصدر عدة أفلام وأعمال موسيقية منها فيلم: Grimm Love بالإضافة لفيلم وثائقي في 2007 والذي تكلم فيه آرمين لأول مرة بشكل مفصل عن جريمته وميوله كآكل لحوم بشر:

رابط الفيلم:

تنويه: تم تسريب بعض الصور من الجريمة للإنترنت ولكنها أبشع من أن أضعها على صفحتي، ولا أرغب بحظر حسابي لذلك المهتمين بإمكانهم البحث عن الصور بأنفسهم ولكن أحذركم، الصور مقززة جداً (18+)

الخميس، 25 يوليو 2019

نظرية المحاكاة - Simulation Theory


هل نحن جزء من برنامج حاسوبي ذكي جداً؟
بقلم: مسرح الظلام





تقترح فرضية المحاكاة أو نظرية المحاكاة أن الواقع بأكمله، بما في ذلك الأرض والكون، هو
في الواقع محاكاة مصطنعة، على الأرجح محاكاة كمبيوتر. تعتمد النظرية بشكل كلي على التطور التكنولوجي، ماذا لو كنا ببساطة داخل عالم افتراضي من محاكاة برنامج كمبيوتر فائق التطور من صناعة حضارة تفوقنا في التطور؟ الفكرة تبدو بعيدة عن الواقع ولكن لو تصورنا أقرب مثال لذلك هو ألعاب الفيديو مع التطور التكنولوجي تبدأ الصور الخيالية تزداد قرباً من الواقع، ماذا لو أصبحت شبيهة للحقيقة لدرجة أنك لا تستطيع التفريق بين الواقع و المحاكاة الحاسوبية؟ 




ماذا لو أضفنا لذلك حقيقة أن الكون بأكمله سيكون غير موجود بالنسبة لك دون حواسك التي
تستوعب وجود الماديات...أوليس العقل هو ما يكون الفكرة عن وجود الشي أو عدمه؟ عقلك ذاته يقوم باستقبال إشارات وترددات بالحواس يترجمها على شكل ردات فعل، العقل ذاته يقوم بعمل محاكاة تماماً كالحاسوب ليخبرنا بأن هناك عالم مادي من حولنا له لون وطعم و شكل و أبعاد.

 إذن ما الفرق بين الحقيقة والمحاكاة؟ التكنولوجيا قد تصل لحد يجعل التفريق بين الإثنين مستحيل، فماذا لو سبقتنا حضارة قديمة لهذا التطور وعالمنا الحالي ماهو الا محاكاة حاسوبية من صناعتهم. ماذا لو كنا أقرب للعبة sims متطورة جدا؟
 كانت الفرضية أداة مؤامرة مركزية للعديد من قصص الخيال العلمي والأفلام، ولكن مؤخراً ستجد الكثير من الشخصيات المرموقة علمياً يؤكدون بأن احتمالية هذه النظرية كبيرة جداًً، ايلون ماسك تكلم عن ذلك مؤخراً بأن الإمكانية موجودة وأنه في المستقبل لن يكون هناك فرق بين ما هو حقيقي وما هو مجرد محاكاة للواقع وبأن الشي الوحيد الذي بإمكانه أن يقف حائلا دون حدوث ذلك هو أن تندثر الحضارة البشرية، لأنه لن تتوقفالبشرية عن التطور ولن تتوقف المحاكاة الحاسوبية عن التطور إلا في حال توقفت البشرية ذاتها.





هناك تاريخ طويل فلسفي وعلمي للأطروحة الأساسية التي تقول بأن الواقع ما هو إلا وهم. يمكن تتبع هذه الفرضية في العصور القديمة. على سبيل المثال، قصة حلم الفراشة، للفيلسوف جوانغ زي.

يقول جوانج زي:

(رأيت أنا جوانج زي  مرة في منامي أني فراشة ترفرف بجناحيها في هذا المكان وذاك، أني فراشة حقاً من جميع الوجوه. ولم أكن أدرك شيئاً أكثر من تتبعي لخيالاتي التي تشعرني بأني فراشة. أما ذاتيتي الإنسانية فلم أكن أدركها قط. ثم استيقظت على حين غفلة وها أنا منطرح على الأرض رجلاً كما كنت، ولست أعرف الآن هل كنت في ذلك الوقت كنت رجلاً يحلم بأنه فراشة، أو أنني الآن فراشة تحلم بأنها رجل). تلخص هذه القصة بداية الفكرة الفلسفية كوننا لا نعلم مدى حقيقة الواقع الذي نعيشه، هل الحلم أقل واقعية من اليقظة؟ ماذا لو كانت حالة اليقظة هي الحلم الحقيقي؟





هنالك أيضاً فلسفة المايا الهندية، تتلخص الفلسفة في أن الشيء الموجود وهو في حالة تغير مستمر فهو روحياً غير حقيقي. مايا تعني حرفيًا "وهم" أو "سحر" ولها معانٍ متعددة في الفلسفات الهندية اعتمادًا على السياق. في الأدب الفيدي القديم، تعني مايا حرفيًا قوة وحكمة استثنائيتين. في النصوص الفيدية الحديثة والأدب الحديث المكرس للتقاليد الهندية، تشير مايا إلى "عرض سحري أو وهم حيث تبدو الأشياء موجودة ولكن ليست كما تبدو". مايا هي أيضًا مفهوم روحي يشير إلى "ما هو موجود، ولكنه يتغير باستمرار وبالتالي فهو غير واقعي روحياو"القوة أو المبدأ الذي يخفي الطابع الحقيقي للواقع الروحي".